من المشرف العام على المكتب
رسالة إلى مرابط
إلى إخواني وأحبتي المرابطين في سبيل الله على حدودنا الجنوبية خاصة وإلى كل مرابط في سبيل إعلاء كلمة الله والدفاع عن حياض المسلمين في كل مكان من المعمورة
الحمد لله الذي شرع الجهاد وتكفل بأجور المجاهدين وصلى الله وسلم على إمام المجاهدين وقدوة المرابطين محمد وعلى آله وصحبه أما بعد فهذه كلمات موجزة في فضل رباطكم وتثبيتاً لكم وأداء لبعض حقكم فأقول:
ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه وأوصيكم بالإخلاص في رباطكم وتعاهد نياتكم وأن تكون خالصة لله ودفعاً عن حوزة الدين وحماية لبلاد الحرمين الشريفين ثم طاعة لولاة الأمر سددهم الله وتذكر أخي المرابط: أن رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها،فقد روى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها ، ورباط شهر خير من صيام الدهر)). وروى مسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن الفتان" أي فتنة القبر و عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن الفزع الأكبر وغدي عليه وريح برزقه من الجنة ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل)) ومن فضائله ان المرابط إذا مات في رباطه أجري عليه أجر عمله الصالح من الرباط وغيره إلى يوم القيامة. (روى أبو داود والترمذي والحاكم) عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتنة القبر)). بل خذ هذه البشرى العظيمة فقد روى الطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:{ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أجر الرباط؟ فقال من رابط ليلة حارساً من وراء المسلمين فإن له أجر من خلفه ممن صام وصلى )). لأجل تلك المنزلة الرفيعة للرباط ترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم مكة المكرمة والمدينة المنورة وتوجهوا إلى أرض الرباط في الشام ومن ورائهم سار التابعون إلى أن ماتوا شهداء ومرابطين في بلاد الشام وغيرها من الثغور , قال عثمان بن أبي سودة كنا مع أبي هريرة رضي الله عنه مرابطين في (يافا) من ارض فلسطين المباركة على ساحلالبحر فقال أبو هريرة رباط هذه الليلة أحب إلي من قيام ليلة القدر في بيت المقدس ، وسئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أيهما أحب إليك الإقامة بمكة أم الرباط في الثغور ؟ فقال : الرباط أحب إلي.
فجددوا أحبتي نياتكم واحتسبوا مقامكم واستعينوا على ذلك بكثرة الذكر وصالح العبادة والثقة بموعود الله وأنكم تدفعون عن خير البلاد وتدافعون شر العباد أسأل الله العلي القدير أن يجزل مثوبتكم ويربط على قلوبكم ويثبت أقدامكم ويرفع قدركم ويخلفكم في أهلكم بخير وأن يعيدكم لهم سالمين غانمين مأجورين إنه جواد كريم ..
من إبراهيم بن محمد الهلالي رئيس المحكمة العامة بالقحمة والمشرف العام على المكتب