الرسالة الثانية للمرابطين

إلى إخواني وأحبتي المرابطين في سبيل الله على حدودنا الجنوبية خاصة وإلى عموم رجال أمننا في الداخل وعلى جميع حدود الوطن وإلى صقورنا البواسل في السماء وإلى كل مرابط في سبيل إعلاء كلمة الله والدفاع عن حياض المسلمين في كل مكان من المعمورة أقول وبالله توفيقي وعليه اتكالي:
الحمد لله القائل ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه أما بعد:
فلا يخفى عليكم أيها المرابطون عظيم الأجر في رباطكم وقد ذكرت في رسالتي الأولى لكم بعض النصوص في ذلك وها أنا أتبعها بغيرها تذكيراً للناسي وإهداءً للغافل ومشاركة في جهادكم بالتثبيت والعون فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((عينان لا تمسهما النار: عين بكت خشية من الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عينان لا تمسهما النار أبداً: عين باتت تكلأ في سبيل الله، وعين بكت خشية من الله))
وعن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها)) رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد.
وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال النبى (صلى الله عليه وسلم): ( إن فى الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين فى سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض) رواه البخاري
وعن أنس (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( يقول الله تعالى: (المجاهد فى سبيلى هو عليَّ ضامن إن قبضته أورثته الجنة وان رجعته رجعته بأجر وغنيمة) [رواه الترمذى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع
وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( مثل المجاهد فى سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد فى سبيله كمثل الصائم القائم الخاشع الراكع الساجد) [ رواه النسائى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع
وعن أنس (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( لغدوة فى سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها) [رواه البخارى
وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( قيام ساعة فى الصف للقتال فى سبيل الله خير من قام ستين سنة) [ أخرجه ابن عدى فى الكامل وابن عساكر وأحمد وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع
وعن عمر بن عبسة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( من رمى العدو بسهم فى سبيل الله فبلغ سهمه العدو أصاب أو أخطأ يعدل رقبة) [ رواه أحمد والنسائى وصححه الألبانى فى صحيح الجامع
وعن أبى عيسى (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ( ما اغبرت قدما عبد فى سبيل الله فتمسه النار) رواه البخاري
وعن المقدم بن معبد (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (للشهيد عند الله سبع خصال: يغفر له فى أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة الايمان ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويجار من عذاب القبر ويأمن الفزع الأكبر ويوضع على قبره تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويشفع فى سبعين انسانا من أهل بيته) [ رواه أحمد فى مسنده والترمذى وابن ماجة وصححه الألبانى فى صحيح الجامع ].
وتذكروا أنكم لا تقاتلون ميليشيات مارقة فحسب بل دولاً هززتم عروشها وأسقطتم مشاريعها التخريبية وتستأصلون نبتة خبيثة كادت أن تنبت في أرض المسلمين وهدمتم بنيان كفر وحقد على الأمة ودينها فبورك جهادكم وسدد الله رميكم.
ما أعظم فضل الله عليكم أيها الأحبة وأحراكم به إن صدقتم النية في الدفاع عن دينكم أولاً ثم حماية وطنكم أعظم الأوطان لأنه يحوي قبلة المسلمين ومنبع هداية العالمين وطاعة لولاة أمركم سددهم الله وأعانهم على نصرة الحق وأهله.
رعاكم الله حماكم الله نصركم الله أعزكم الله وجمع لكم بين الأجر والسلامة وأقر أعيننا وأهليكم ووطنكم بعودتكم سالمين غانمين آمين. ..